انتزعت البرتغال لقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية بعد فوزها على إسبانيا بركلات الترجيح عقب تعادل مثير في النهائي الأحد. وشهدت المباراة تألق نونو منديش وخروج كريستيانو رونالدو مصابا.
توج منتخب البرتغال بلقب النسخة الرابعة من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، محققا ثاني ألقابه في البطولة بعد انتصاره الأول عام 2019.
وجاء التتويج عقب تفوقه على إسبانيا حاملة اللقب بنتيجة 5-3 بركلات الترجيح، إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2، في المباراة النهائية التي أقيمت الأحد على ملعب أليانتس أرينا في ميونيخ.
سجل لاعبا ريال سوسييداد، مارتين سوبيميندي في الدقيقة 21 وميكل أويارسابال في الدقيقة 45، هدفي التقدم لإسبانيا في مناسبتين مختلفتين. ونجح المنتخب البرتغالي في العودة كل مرة عبر المدافع نونو منديش لاعب باريس سان جرمان في الدقيقة 26، ثم بواسطة النجم المخضرم كريستيانو رونالدو لاعب النصر السعودي في الدقيقة 61، قبل أن يغادر مصابا في الدقيقة 88.
استمر التعادل خلال الوقت الإضافي، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح التي نفذها لاعبو البرتغال بنجاح كامل، بينما أهدر البديل ألفارو موراتا الركلة الرابعة لإسبانيا، ليمنح البرتغال الفوز الثاني في تاريخ البطولة.
وحصدت فرنسا المركز الثالث بفوزها على ألمانيا صاحبة الأرض 2-0 في شتوتغارت، بفضل هدفي كيليان مبابي والبديل ميكايل أوليسيه.
ورفع هذا الإنجاز رصيد البرتغال من الألقاب الرسمية إلى ثلاثة، بعد لقب كأس أوروبا 2016 أمام فرنسا (1-0) ولقب دوري الأمم عام 2019 على حساب هولندا (1-0).
ونال نونو منديش جائزة أفضل لاعب في المباراة، بعد تألقه هجوميا ودفاعيا، إذ سبق له التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على نفس الملعب قبل ثمانية أيام فقط.
وأشار كريستيانو رونالدو السبت إلى أن التتويج بلقب دوري الأبطال بات معيارا مهما لحصد الكرة الذهبية، ما وضع منديش ضمن المرشحين للجائزة التي فاز بها رونالدو خمس مرات.
وبرع منديش في الحد من خطورة لامين يامال، النجم الإسباني الشاب، الذي يرشح بدوره لنيل الكرة الذهبية بعد فوزه بلقب كأس أوروبا وثلاثيته المحلية مع برشلونة.
بدأت المواجهة بفرصة برتغالية عبر تسديدة جواو نيفيش، لاعب وسط باريس سان جرمان، اصطدمت بدفاع إسبانيا في الدقيقة الخامسة.
وردت إسبانيا بفرصة خطيرة أهدرها بيدري بعدما تلقى تمريرة من نيكو ويليامس وسددها بجوار القائم الأيسر في الدقيقة 15.
افتتح سوبيميندي التسجيل بعد متابعة كرة شتتها دفاع البرتغال لتصل إليه بفضل تمريرة من لامين يامال، ليودعها الشباك بسهولة في الدقيقة 21.
وتعادل منديش سريعا بتقدم هجومي وتسديدة أرضية قوية من داخل المنطقة في الدقيقة 26، بعد تمريرة من بيدرو نيتو جناح تشلسي.
واستعاد أويارسابال التقدم لإسبانيا بتسديدة أرضية بعد تمريرة من بيدري في الدقيقة 45.
ودخلت البرتغال الشوط الثاني بقوة واعتبر هدف برونو فرنانديش غير شرعي بداعي التسلل في الدقيقة 48.
وتصدى حارس البرتغال كوشتا لتسديدة قوية من فابيان رويس لاعب وسط سان جرمان في الدقيقة 56، لتبقى النتيجة معلقة.
عاد التعادل بعد تمريرة عرضية من منديش اصطدمت بدفاع إسبانيا ووصلت إلى رونالدو ليسجل من مسافة قريبة في الدقيقة 61، ليصل إلى هدفه رقم 938 في مسيرته و137 مع المنتخب الوطني.
وتألق منديش دفاعيا هذه المرة مع تدخل حاسم أمام بيدري، ليحول الكرة إلى ركنية في الدقيقة 63.
وحاول برونو فرنانديش إضافة هدف ثالث للبرتغال إلا أن تسديدته مرت ضعيفة بين يدي الحارس أوناي سيمون في الدقيقة 66، فيما سدد نيكو ويليامس كرة قوية مرت بمحاذاة القائم الأيسر في الدقيقة 69.
وتراجع إيقاع اللعب بسبب التبديلات، إلا أن البديل إيسكو كاد أن يسجل لإسبانيا لولا تصدي كوشتا لتسديدته في الدقيقة 83.
وغادر رونالدو الميدان مصابا في الدقيقة 88، بعد نفيه شائعات انضمامه إلى أحد أندية مونديال الأندية المقبل بالولايات المتحدة.
وأضاع البديل نيلسون سيميدو فرصة ثمينة بعدما استلم عرضية منديش وسددها بطريقة خاطئة في الدقيقة 92.
استمرت المحاولات المتبادلة دون أهداف، إذ سدد كوكوريا فوق المرمى في الدقيقة 98، كما ضغطت البرتغال عبر منديش ورافايل لياو طوال الشوط الإضافي الأول.
واختبر البديل بيدرو بورو حارس البرتغال بتسديدة بعيدة ارتطمت بالعارضة في الدقيقة 108.
واحتكم المنتخبان في النهاية إلى ركلات الترجيح بعد نهاية الوقتين الإضافيين دون أهداف إضافية، فسجل للبرتغال كل من راموش، فيتينيا، فرنانديش، منديش ونيفيش، فيما أحرز لإسبانيا كل من ميرينو، بايينا، وإيسكو، وتصدى الحارس كوشتا لتسديدة موراتا، ليحسم البرتغال النهائي التاريخي لصالحه.